لماذا اعترفت صباح بخيانة أزواجها؟ ما الذي يدفع فنانة كبيرة جدا في السن مثل الشحرورة صباح لأن تعترف بأنها خانت جميع أزواجها بمن فيهم الراحل رشدي أباظة، رغم أنها لم تتزوجه سوى أيام أو على الأكثر أسابيع قليلة، ومذيع برنامج "نور على نور" الراحل أيضا أحمد فراج الذي قيل إنه قد تزوجها لكي يهديها الى طريق الله؟.. هل هي شهوة الشهرة والأضواء التي لا تنطفئ أبدا مع مرور الزمن..أم هو العجز والخرف الذي يدفع الناس في خريف العمر للإعتراف بأشياء تدينهم وتفضحهم وتهز ثقة الناس بهم، وتعرض مكانتهم الفنية والإجتماعية للدمار، وتجعلهم هدفاً للإنتقادات اللاذعة وهجوم الصحافة وشماتة الشامتين..
ما حدث لصباح تكرر من قبل، وسيتكرر من بعد مع نجوم ونجمات آخرين ..فقد كان هناك نجم من العيار الثقيل مات منذ فترة ليست بعيدة، وكان يطارد الفتيات المراهقات بسيارته "الفولكس" الصغيرة في ميادين القاهرة وأمام مدارس الثانوي والإعدادي للبنات ..وتم تهديده أكثر من مرة وتلقى "علقات" ساخنة على أيدى رجال وبنات ، واللاتي كن يضربنه أحيانا بالأحذية و"الشباشب" ومع ذلك لم يتوقف عن تلك العادة السخيفة ولم يرتدع حتى مات بعد أن مرمغ سمعته وسمعة عائلته ومكانته الفنية في الوحل بسبب تلك الأعمال الصبيانية المرضية التي زادت عليه بعد أن وصل من العمر أرذله، ولم يكن يقوى على مقاومة نفسه الأمارة بالسوء، رغم إشتهاره بأداء أدوار الرجال الشرفاء والأتقياء والطيبين على الشاشة وتوليه لمناصب قيادية في مؤسسات فنية..
ويحكى عن النجمة الكبيرة مريم فحر الدين أنها هي الأخرى فقدت السيطرة على نفسها والتحكم فيما تقول أمام الكاميرات وخلفها، وأصبحت تهذي منذ سنوات بفضائح لا يجب أن تنشر أو تقال مهما كانت الدوافع والأسباب، مثل إتهامها لإبنتها بأنها تخون زوجها، أو إعترافها بأنها دخلت على زوجها الطبيب الشهير الراحل غرفة نومهما فوجدته مع زوجة شقيقها الممثل الراحل يوسف فخرالدين، والتي طلقها قبل وفاته وإستقراره في اليونان بسنوات ، وقد إتصلت مريم ذات مرة بأحد البرامج على الهواء لتهاجم فاتن حمامة بعنف شديد وتقول:"إذا كنتم تقولون أن فاتن حمامة هي سيدة الشاشة اللعربية..أمال احنا ايه..خدامات الشاشة العربية"..ويومها اتصل نجم الكوميديا عادل إمام بنفس البرنامج وظل يدافع عن فاتن حمامة..
وكذلك الراقصة والممثلة الراحلة تحية كاريوكا، فقد إستدرجها أحد المذيعين اللبنانيين قبل وفاتها بفترة قصيرة في برنامج "خليك بالبيت" وإستغل حاجتها الشديده للمقابل الذي حصلت عليه مقابل إستضافتها في البرنامج، وهي التي أصبحت تتسول الأدوار الصغيرة في سنواتها الأخيرة، بعد أن أفلست تماما ولم يعد أحد من المخرجين يلتفت اليها أو يسند لها أية أدوار..وشنت تحية من خلال البرنامج حملة شديدة على كثير من زملائها وزميلاتها سواء من عاصروها أو الاجيال التالية لها، وقالت كلاما كثيرا جارحا ما كان يليق بها أن تقوله لولا عوامل كبر السن..
والبعض يؤكد أن هذه العادة موجودة ومعروفة منذ زمن طويل في الوسط الفني، ويضربون مثالا بالفنان الكوميدي الراحل عبدالفتاح القصري الذي إشتهر بأدوار ابن البلد ، رغم أنه إبن لجواهرجي ثري وخريج مدرسة "الفرير" الفرنسية، ويقولون إنه تعرف في أواخر حياته على فتاة في سن أحفاده سلبت عقله وأنفق عليها كل ما يملك، وإكتشف أنها تخونه مع "طوب الارض" ومع ذلك تمسك بها، وظلت حالته تتدهور حتى فقد بصره، ومات مفلسا لايملك حتى ثمن "الكفن"!
وعلى الجانب الآخر هناك نجمات ونجوم كبار حافظوا على تاريخهم الفني وصورتهم المشرقة لدى الناس ، وإعتزلوا وإبتعدوا عن الأضواء في الوقت المناسب، وبعضهن من جيل صباح أو معاصريها في سنواتها الذهبية مثل المحترمة شادية وقيثارة الشرق الراحلة ليلى مراد وصاحبة الصوت الحنون نجاة..ونماذج أخرى تثير سؤال لا يجد إجابة حتى الآن..وهو متى يعتزل المبدع أو الفنان الشهرة والأضواء ؟..ولماذا يفقد البعض توازنهم وأحيانا عقولهم حين تنحسر عنهم الجومية؟!