منتدى ملائكة القلوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ملائكة القلوب

منتدى شامل ومنوع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ولادة وابن زيدون

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عمادعبد
عضو مميز
عضو مميز
عمادعبد


عدد الرسائل : 179
السٌّمعَة : 0
نقاط : 520
تاريخ التسجيل : 19/02/2009

ولادة وابن زيدون Empty
مُساهمةموضوع: ولادة وابن زيدون   ولادة وابن زيدون Emptyالإثنين مارس 23, 2009 4:10 am


ولادة وابن زيدون Xx0lg48xtrqtrjmgitz0


ابن زيدون هو أشهر صوت شعري انطلق في ربوع الأندلس، مغردًا، مردّدًا أحلى القصائد والمقطوعات، شاعرًا ووزيرًا وعاشقًا مستلهمًا، وسجينًا وهاربًا ومطاردًا، وساعيًا من بلدة إلى بلدة ومن حاكم إلى حاكم.
وأتيح لشعره من الذيوع ما لم يتح لغيره من شعراء الأندلس.
وهو الملقب بذو الوزارتين.
وهو الكاتب الشاعر الرقيق عاشق ولاّدة بنت المستكفي.
حتى لقد شبهه الكثيرون ببحتريّ الشرق لرقة تعبيره وروعة أساليبه وانطلاق خياله وأصالة فنه وقدرته على التحليق الشعري.
ولد ابن زيدون في قرطبة قرب ختام القرن الرابع الهجري سنة ثلاثمائة وأربع وتسعين وبها تثقف وأتقن فنَّ الأدب : شعره ونثره.
ثم اتصل بابن جمهور وصار وزيره وكاتبه الأول حتى كان حبه لولادة ومزاحمة ابن عبدوس له في حبها، ومكيدته له عند ابن جمهور التي انتهت بسجنه.
ومن السجن كان ابن زيدون يرسل أنات مستعطفة وقصائد مليئة بالشكوى والمرارة والرجاء، فلا يلتفت إليه أحد.
ونجح ابن زيدون في الفرار من السجن ومغادرة قرطبة، ثم عاد إليها بعد أن تُوفي أبو الحزم بن جمهور وتولى الحكم ابنه الوليد، الذي أعاده إلى سابق مكانته ومنزلته وجعله سفيرا بينه وبين ملوك الطوائف.
لكن الحسد والحقد والدسائس تلاحق ابن زيدون من جديد، فانقلب عليه الوليد، واضطر إلى الفرار من قرطبة ثانية، وظل متنقلا في الأندلس، حتى لقي تيسر له الامر لدى المعتضد حاكم إشبيلية.
وبموت المعتضد، أصبح ابن زيدون وزير ابنه المعتمد الذي كان شاعراً، فعلي مقام ابن زيدون، وتألق نجمه، ولمعت مواهبه وزكت شاعريته، ودارت بين الأمير ووزيره مطارحات شعرية كثيرة.
ثم تم للمعتمد الاستيلاء على قرطبة موطن ابن زيدون وانتقل إليها وجعلها عاصمة ملكه.
وثارت في إشبيلية فتنة طائفية بسبب اليهود فأرسل المعتمد ابن زيدون لتهدئتها بما له من منزلة في قلوب الإشبيليين، لكن الشاعر الذي كان قد هرم وشاخ وأنهكه المرض لا يكاد يصل إلى إشبيلية حتى ألحت عليه الحمى ومات فيها سنة أربعمائة وثلاث وستين من الهجرة.
هذه الحياة العاصفة المتقبلة، وهذه الأحاديث الجسيمة المتتالية، صقلت وجدان ابن زيدون وألهبت قدرته الشعرية، وانعكست في شعره تفننا في الشكوى والحنين والتأمل والنظر في مصائر الأيام وتقلب الزمان.
لكن أبعدها غورا في نفسه هو حبه لولادة بنت المستكفي، التي كانت تُقرّبه حينًا ثم تقرب غريمه ومنافسه ابن عبدوس حينًا آخر.
ومن أجل ولادة كتب ابن زيدون نونيته الرائعة أشهر قصائده على الإطلاق والتي عارضها أحمد شوقي وهو يعاني بدوره مرارة النفي والاغتراب في إسبانيا بنونيته التي مطلعها:
يا نائح الطلح أشباه عوادينا ** نأسى لواديك أن نشجي لوادينا
والتي جعلت الكثيرين من المولعين بالمقارنات يتوقفون عند القصيدتين، تأملا وتحليلا وتقييما ومقارنة، كما توقفوا عند السينيتين : سينية البحتري وسينية شوقي للسبب نفسه.
يتميز شعر ابن زيدون بالعذوبة وتوفر النغم الموسيقي والسهولة، كما يتميز بالانسياب والاسترسال والتدفق في طواعية ويُسْر، ودون جهد أو تعب، وشعره في الغزل يتميز بالنعومة والبراعة في التصوير، تصوير خلجات النفس ومكنون أسرارها، ولوعة المحب الصادق في معاناته ومكابدته، كما يتميز بمزجه الغزل بوصف الطبيعة، مما أعطى لقصائده في الحب إطارها الطبيعي المشرق، وجعلها شبيهة باللوحات المصورة، الناطقة بالفن الرفيع والشعور الحي المرهف، والوجد المتقد.
يقول الدارسون لحياة ابن زيدون وشعره، إنه كتب نونيته تلك وهو هارب من السجن بعد أن يئس من إقناع ابن جمهور بإطلاق سراحه، وأصبح بعيدًا عن مركز الوزارة المرموق، فوجد نفسه بعيدا عن ولادة أيضًا.
ولقد عادت إليه حريته بالهرب من السجن، ولكنه ما يزال يعاني غربتين أو معضلتين، الوزارة التي يصبو إليها، والتي يعتبر عودته إليها تصحيحا لمسار حياته وتكريما لذاته، وولادة التي بذل لها نفسه وعصارة قلبه وخلاصة شعره والتي يخشى أن يفقدها إلى الأبد.
إن الشاعر العاشق يستعطف محبوبته وضالته ويُذكرها بأيامها الماضية، لعلها ترقُّ وتلين، فيعود ثانية ما كان بينهما من ريق الوصال، وأنس الوداد.
يقول ابن زيدون مخاطبًا ولادة.
أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا ** وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا، وقد حان صبح البين، صبحنا ** حينٌ، فقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهمو ** حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي ما زال يضحكنا ** أنسا بقربهمو قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى، فدَعوا * *بأن نغَصَّ فقال الدهر آمينا
فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا * *وأنبت ما كان موصولاً بأيدينا
وقد نكون وما يخشى تفرقنا ** فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
ويقول مرة أخرى :
يا ليت شعري، ولم نعتب أعاديكم ** هل نال حظًّا من العتبى أعادينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم ** رأيا، ولم نتقلد غيره دينا
ما حقنا أن تقروا عين ذي حسد ** بنا، ولا أن تسروا كاشحا فينا
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه ** وقد يئسنا فما لليأس يغرينا
ويقول مرة ثالثة :
بنتم وبنا، فما ابتلت جوانحنا ** شوقا إليكم ولا جفت مآفينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ** يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكمو أيامنا فغدت ** سودًا، وكانت بكم بيضًا ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تآلفنا ** ومورد اللهو صاف من تصافينا
وإذ هصرنا فنون الوصل دانية ** قطافها، فجنينا منه ما شينا
ليسق عهدكمو، عهد السرور، فما ** كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبو نأيكم عنّا يغيرنا ** إن طالما غيَّر النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً ** منكم، ولا انصرفت عنكم أمانينا
ولا استفدنا خليلا عنكم يشغلنا ** ولا اتخذنا بديلا منكم يسلينا
ويقول أيضا :
يا ساري البرق غاد القصر واسق به ** من كان صرف الهوى والود يسقينا
وأسألك هناك هل عني تذكرنا ** إلفا تذكره أمسى يغنينا
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا ** من لو على البعد حيا كان يحيينا
فهل أرى الدهر يقضينا مساعفة ** منه، وإن لم يكن غبًّا تقاضينا
ويقول :
إذا انفردت وما شوركت في صفة ** فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا
يا جنة الخلد أبدلنا بسدرتها ** والكوثر العذب زقوما وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا ** والسعد قد غض من أجفان واشينا
إن كان قد عز في الدنيا اللقاء بكم ** في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
سران في خاطر الظلماء يكثمنا ** حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لا غرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت ** عنه النهى وتركنا الصبر ناسينا

لم ترد أخبار كثير عن قصة هذا الحب مع أنه قد عرف بها وشاع ما كان بينهما.
لكن لا بأس فقد كانت فرصة تعرفتم فيها على شخصية أدبية قلما تنجب الأمهات مثلها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاطف
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 185
العمر : 31
السٌّمعَة : 0
نقاط : 197
تاريخ التسجيل : 23/03/2009

ولادة وابن زيدون Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولادة وابن زيدون   ولادة وابن زيدون Emptyالأربعاء مارس 25, 2009 4:53 am

rabbit I love you Suspect What a Face Very Happy Very Happy Smile Shocked Cool Cool Cool Laughing Laughing Laughing Razz Razz :oopsمشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ولادة وابن زيدون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ملائكة القلوب :: القسم الأدبي :: قصص و روايات-
انتقل الى: