سنوات طويلة انقضت منذ انهيار سور برلين بيد أن الزوار يتقاطرون زرافات زرافات على متحف نقطة تفتيش «شيك بوينت شارلي» الذي يقع على بعد أمتار فقط من المكان الذي واجهت فيه الدبابات الأميركية والروسية الغاضبة بعضها بعضاً في خضم الحرب الباردة. وقد اكتظ المتحف الذي يعرض لبعض أشد حالات الهروب غرابة تلك التي وقعت طوال تاريخ السور الذي امتد على مدار 29 عاماً والأساليب البغيضة التي استخدمت من قبل نظام ألمانيا الشرقية لمنع مواطنيه من الفرار من الدولة الشيوعية خلال عطلة عيد الفصح.
عند التقاطع الكائن بحي كروزبرج الذي يقطع شارعي كوخشتراسه وفريديشتراسه يلعب كوخ أبيض دور نقطة تفتيش أميركية قديمة حيث يقف رجلان يرتديان زياً رسمياً على سبيل المحاكاة إرضاء لطلبات السياح للتصوير. غابت عن المشهد الراهن أبراج المراقبة. وكذلك المتاريس المتعرجة التي كانت تستخدم في إفشال محاولات الهروب السريعة.
وبدلا منها نثرت الأبراج السكنية والإدارية حاجبة أجواء حرب التجسس العالمية في الستينيات التي صورها جون لي كار في عمله الدرامي برلين اسيبويناج والتي حولت المكان إلى منطقة تجارية ودبلوماسية. ويقدم المتحف الذي أسسه عام 1963 الراحل راينر هيلدبرانت الذي توفي قبل خمس سنوات عرضاً تاريخياً شاملاً لمحاولات الهروب من ألمانيا الشرقية.
قالت ميلاتي جيبسون (17 عاماً) الطالبة بإحدى المدارس العليا في ماساشوسيتس بالولايات المتحدة الأميركية بعد زيارة استمرت 30 دقيقة للمتحف: «يبدو أمراً لا يصدق أن يتم تقسيم مدينة بحجم برلين بسور على مدى ما يقرب من 30 عاماً». وتضيف: «من المؤسف أنه لم يعد هناك الكثير من آثار السور.
واليوم يمكنك أن تجد أجزاء من سور برلين في واشنطن وهونولولو وكوستاريكا وطوكيو لكن في برلين عليك أن تبحث بدأب ومثابرة حتى تجد آثاراً «للسور المناهض للفاشية» كما كان يطلق عليه الشيوعيون.