مصمما شابا يحلمون بالمشاركة في أسبوع لندن للموضة
تعيش ساحة الموضة البريطانية هذه الأيام حالة من الانتعاش لم تشهد لها مثيلا منذ عدة سنوات، رغم تأثر مبيعاتها في السوق نتيجة الأحوال الاقتصادية العالمية.
فقد رعت غرفة الموضة بها أول من أمس حفلا لاختيار الفائزين ضمن برنامج خاص لرعاية المصممين الشباب شارك فيه 17 مصمما مبتدئا على أمل المشاركة في أسبوعها القادم.
فهي كما نعرف تستعد لأسبوعها في شهر سبتمبر (أيلول) بالكثير من الثقة بعد أن عاد لها بعض أبنائها الكبار مثل ماثيو ويليامسون وداري «بيربيري» و«برينغل»، وكل ما تحتاجه هو دم شاب وفائر لتبقى وفية لسمعتها كعاصمة لتفريخ المواهب والجنون الفني، حتى ترد الصاع صاعين، لكل من نيويورك وميلانو وباقي عواصم الموضة التي ضايقتها في الماضي، سواء بسرقة الأضواء والتغطيات الإعلامية المهمة منها، أو من حيث تضييق الخناق عليها إلى حد تقليص أسبوعها إلى أربعة أيام.
فكلنا يتذكر كيف أصرت نيويورك في العام الماضي على تمديد أسبوعها إلى ثمانية أيام غير آبهة لما سيكون عليه حال لندن، كما لم ترحمها ميلانو ولا باريس بعدم قبول تغيير تاريخ أسبوعيهما ولو بيوم واحد.
لكن قوة لندن كانت ولا تزال دائما قدرتها على إفساح المجال للمواهب وعرض المجنون والفني، وهو الأمر الذي تحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى، لأنه في أوقات الأزمات يكون الابتكار والجنون بمثابة نسمة صيف لا سيما أن أسواق المنتجات الكلاسيكية والفنية تكون «مضروبة» في كل الأحوال.
وهذا ما تتبناه لندن من خلال برنامج «نيو جين» أو «الجيل الجديد» الذي يعمل على دعم مصممين مبتدئين ووضع أقدامهم على أول السلم، وأيضا ما تشير إليه ماري هومر، المديرة العامة لمحلات «توب شوب» الممول الرئيسي لبرنامج «نيو جين» منذ 16 عاما، بتصريحها خلال الفعالية أول من أمس: «نحن الآن وأكثر من أي وقت مضى في أمس الحاجة إلى منتجات مبتكرة.
فالزبائن يريدون تصميمات جديدة ومثيرة». وطبعا هذا هو الأمر الذي تزخر به العاصمة ولم تبخل به في أي مرحلة من مراحلها على مدى 25 سنة.
بداية الغيث لهذا الموسم، كانت أول من أمس وفي «سومرست هاوس» المبنى الجيورجي الملامح الذي سيصبح مقر أسبوع الموضة الرسمي بلندن ابتداء من هذا العام، عوض ساحة متحف التاريخ الطبيعي بمنطقة ساوث كينغستون، حيث تم الكشف عن 17 مصمما صاعدا ضمن البرنامج، حصل خمسة منهم هذا الموسم على تمويل يمكنهم من العرض ضمن الأسبوع لربيع وصيف 2010، وهم مارك فاست، ماري كاترانتز، ميدهام كيرشوف، بيتر بيلوتو وهنري هولاند مؤسس «هاوس أوف هولاند» الذي يفوز بهذا الدعم للمرة الرابعة على التوالي.
أما الباقون، فحصلوا على فرص مختلفة بعضها عبارة عن مشاركات في المعرض الذي سيقام في المكان نفسه، وبالتحديد في الجناح الشرقي (إيست وينج) من المبنى، وبعضها على شكل عروض هامشية، ونذكر من هؤلاء أتالانتا ويلر ومايكل لويس، وهما مصمما أحذية، كرايج لورانس، دومينيك جونز، لويز غراي، وغيرهم.
ويذكر أن برنامج «نيو جين» تأسس في عام 1993، وأصبح من أهم ما تتميز به العاصمة لندن، التي تشتهر أساسا باكتشاف المواهب إلى جانب إفساح المجال لمصممين مغمورين، لكن مبدعين، للمشاركة على مستوى عالمي، وهو ما لا تقوم به أي من العواصم الأخرى.
لكن لسوء حظها سابقا، ما إن يبتسم الحظ لأي منهم حتى يحلقوا بعيدا عنها بعد أن تسرقهم أضواء باريس أو ميلانو أو نيويورك.
لكن على ما يبدو فإن خريطة العروض، في الموسم القادم على الأقل، تشهد تغيرا كبيرا، لأسباب عديدة أهمها الأسباب الاقتصادية، وهو ما صب في صالح العاصمة البريطانية، وتمثل في عودة بعض الأسماء العالمية إليها، الأمر الذي سيشجع المشترين ووسائل الإعلام العالمية على حضوره وتغطيته، هذا عدا أن ثقتها ستتعزز أكثر بهم ليصبح أسبوعها مركزا وخفيفا في الوقت ذاته.
مركزا من ناحية الأسماء المشاركة فيه، وخفيفا من ناحية مدته القصيرة، وهذا أيضا سيكون في صالحها وليس العكس، لأن التواجد فيها سيكون بمثابة إجازة مقارنة بباقي الأسابيع التي تمتد من ستة إلى ثمانية أيام، وهذا إذا لم يصب بالملل أصاب بالتعب لا محالة.
الملاحظ أيضا أن لندن، ومنذ بضعة مواسم، أي قبل الأزمة المالية العالمية، أصبحت مركزا تجاريا مهما، كان حافزا لبعض أبنائها الموهوبين على البقاء فيها وترسيخ أقدامهم في سوقها، مثل نجمها الصاعد كريستوفر كاين، الذي رغم محاولات دوناتيلا فيرساتشي إغراءه بالعمل معها بعد تخرجه مباشرة، فضل التركيز على خط خاص يحمل اسمه، وهو ما احترمته الأوساط اللندنية ودوناتيلا نفسها. فقد تعاونت معه مؤخرا، وصمم تشكيلة رائعة لخطها «فيرسيس» الذي يخاطب الشابات.
تجدر الإشارة إلى أنه من بين المصممين الشباب الذين استفادوا من هذا البرنامج سابقا ألكسندر ماكوين، ماثيو ويليامسون، بوديكا، جايلز ديكون، جوناثان سوندرز، كريستوفر كاين، ريتشارد نيكول، ماريوس شواب وإيرديم.