الجمعة نهائي الموسم الكروي اللاهب...الكرامة

تختتم نشاطات الموسم الكروي المحلي مساء الجمعة على ملعب العباسيين باللقاء الختامي على لقب كأس الجمهورية الـ(41) بين الكرامة والمجد. ويقام اللقاء ضمن فصول دراماتيكية وأحداث درامية وأجواء ملبدة بغيوم لجان التحقيق وهموم الأندية بكل الأشكال والعقبات والعثرات.

لذلك لن يكون للنهائي الوقع الكرنفالي الذي اعتدنا أن نشهده كل موسم لأننا شئنا أم أبينا سيطغى عمل التحقيق على هذه المباراة مثلما صار طاغياً اليوم ومهيمناً على كل أجواء كرة القدم المحلية.

الختام
الختام لن يكون خارجاً عن إطاره التقليدي وبروتوكولاته المتعارفة لكن الكرويين جميعهم يأملون أن يكون الجمعة هو ختام كل شيء وأهمه لجنة التحقيق وأعمالها وصدور قراراتها التي حتماً ستضع النقاط على الحروف وستنهي كل جدل حول مباراة أو نتيجة أو حتى موسم بأكمله، ولن نكون هنا أوصياء أو أدعياء لكننا نأمل من لجنة التحقيق العليا خيراً لذلك نتوقع أن تصب قراراتها في مصلحة الكرة السورية من حيث معاقبة المفسدين واجتزازهم ودفع مسيرة الكرة نحو طريقها الصحيح بعد أن حاول البعض استمالة كرتنا نحو مصالحه الشخصية الخاصة.

الميزان
نهائي هذا الموسم لن يكون كلاسيكياً أو نتيجة طبيعية توافقية لما كان عليه حال الفريقين في الدوري، فالمباراة ستكون خلاصة استعداد الفريقين وجاهزيتهما للمباراة، وإذا قاربنا المباراة بنتائج الفريقين بالدوري وما قدماه من مستوى لقلنا: إن الكرامة هو الأقرب للقب، وإذا قاربنا المباراة بحصيلة نتائج الفريقين معاً لقلنا إن المجد أقرب للفوز، فالمجد فاز على الكرامة بحمص 2/صفر وتعادلا بدمشق 1/1، على حين إن الكرامة من جهة أخرى فاز بلقب الدوري والمجد جاء سادساً.
من هذه المعطيات ندرك أن المباراة صعبة نوعاً ما على الفريقين ولا يمكننا الجزم بمعرفة الفائز أو ترجيح كفته، وستكون الكلمة الأخيرة لظروف المباراة وجاهزية الفريقين النفسية أكثر من جاهزيتهما البدنية والفنية، المجد عودنا على الدوام أن يكون كبيراً في المباريات المهمة بل شريكاً مؤثراً فيها وهنا نلاحظ أن المجد قادر على قلب كل التوقعات بل تغيير الخارطة الكروية كما فعل بالأسبوع الأخير عندما فاز على الاتحاد 4/3، وبالمقابل هو محير جداً بأدائه ومستواه أحياناً فكما كان كبيراً في بعض المباريات كان ببعضها الآخر هزيلاً وهشاً وخيالاً لفريق محترف، الكرامة يدير مبارياته كما يشاء وهو يعرف من أين تؤكل الكتف وهو أيضاً صياد ماهر ومتقن في قراءة الفريق المنافس ويلعب على أخطائه ويستغل كل الفرص المتاحة أمامه وصولاً إلى هدفه المنشود وفوزه بلقب الدوري هذا الموسم دليل كاف على كل ما نقوله ولا نحتاج هنا لنعدد الأمثلة وتنوعها.
وفي الحديث الفني نلمس القوة الهجومية في المجد بأوراق قوية يملكها الفريق عبر القناصين محمد زينو ورجا رافع ونلاحظ أيضاً قوة الطرفين وقدرتهما على الاختراق وتحويل الكرات العرضية المباغتة والدقيقة ولا يخفى علينا صلابة حارسه سامر سعيد وخبرته في مثل هذه المباريات.
الكرامة يمتاز عن المجد بتكامل خطوطه وأسلوب لعبه وهو خير نموذج للكرة الجماعية التي تتلاشى فيها بعض الثغرات هنا وهناك، ويمكننا القول: إن ثقل الفريق في قائده وصانع ألعابه حسان عباس القادر على قيادة الفريق بنجاح وهناك أوراق رابحة كثيرة بإمكانها قلب المعادلة في أي لحظة مثل محمد الحموي وإياد مندو وربما يكون للوجوه الشابة دور في تحديد معالم النتيجة وعلينا ألا نتجاهل صمام الأمان مصعب بلحوس الذي يشكل مركز أمان لكل أفراد الفريق.
في الناحية النفسية قد تكون الأمور ليست على ما يرام وخصوصاً أن هناك الكثير من الكلام عن التنقلات في صفوف الفريقين وعن العقود وعملية الجذب والإرخاء بين الإدارتين واللاعبين وهذا كله قد يؤثر على العامل النفسي لدى بعض اللاعبين الذين لم تنته أمور تعاقداتهم ويعرفون أنهم يواجهون صعوبة في البقاء أو الانتقال.
وفي الاستعداد للمباراة فإن الكرامة عاش أغلب الوقت بلا مدرب ونصف لاعبيه بين المنتخبين الأولمبي والأول وبدأ استعداده الجدي للمباراة منذ يوم الأحد الماضي وواجه المجد نفس الظروف تقريباً لكنه كان الأفضل بنواح أخرى وأقام معسكراً في الأردن تحضيراً لهذه المباراة ولعب هناك مباراتين وصل من خلالهما مدرب الفريق القديم- الجديد مهند الفقير إلى قناعته بالتشكيلة الأفضل للمباراة الأصعب هذا الموسم.

القرعة العمياء
بلا شك نعتقد أن القرعة العمياء كانت بمصلحة الفريقين اللذين وصلا إلى النهائي دون عقبات أو مطبات فالمجد بدأ رحلته مع الدرجة الثانية ففاز على عمال القنيطرة 6/1 و3/صفر، ثم تخطى جبلة (الغارق بهموم الهبوط) 3/1 وصفر/صفر ثم تجاوز عفرين 4/صفر وخسر صفر/2، وأخيراً فاز على الاتحاد (المتأثر بخسارته لقب الدوري) 3/1 بدمشق بعد خسارته بحلب 1/2.
والكرامة فاز على مصفاة بانياس 1/صفر و2/صفر وعلى أمية ذهاباً وإياباً 2/صفر وخسر مع الطليعة ذهاباً 1/2 قبل أن يفوز إياباً 2/صفر، ثم تجاوز جاره الوثبة مرتين بنفس النتيجة 2/1.

أهداف أخرى
الكرامة يبحث عن اللقب السابع بتاريخه وهو وصل للنهائي ( مرات ففاز موسم 82/83 على الفتوة 2/1 وبنفس النتيجة فاز على حطين في الموسم الذي يليه وعاد وفاز على حطين 3/صفر موسم 94/95 وبنفس النتيجة فاز على جبلة بالموسم الذي يليه واحتفظ باللقب في الموسمين الأخيرين بفوزه الموسم الماضي على الاتحاد 1/صفر والذي قبله على الطليعة 2/1 وخسر اللقب مرتين الأولى أمام الفتوة موسم 89/90 (1/2) والثانية أمام الجيش موسم 97/98 (2/5).
وهو يبحث أيضاً عن تحقيق الثنائية للمرة الثالثة على التوالي، أما المجد فهو يبحث عن لقبه الثاني بعد أن حقق لقبه الأول قبل ثلاثين سنة بفوزه على تشرين 4/1 وسبق قبلها أن وصل للنهائي مرتين فخسر أمام أهلي مصر موسم 61/62 (1/4) وأمام اليرموك موسم 63/64 (2/3) كما خسر أمام الاتحاد (1/3) في موسم 2004/2005.

الموعد
تقام المباراة في الثامنة من مساء غدٍ الجمعة وعند تعادل الفريقين بنهاية المباراة تمدد نصف ساعة على شوطين إضافيين وإن استمر التعادل يحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح.