نعم إنه الكرامة، ومن حقّ أنصاره أن يبالغوا باعتزازهم بهذا الفريق ولو اقترب هذا الاعتزاز من الغرور..
سيقولون إني كرماوي، ليكن، فالمسألة ليست مخجلة، بل إنها تدعو للفرح عندما تتعلق بفريق من وزن فريق الكرامة..
الكرامة لم يتصدّر الدوري الماضي في أي من مراحله وكل ما فعله أنه شارك الاتحاد صدارة الجولة الأخيرة وجرّ اللقب إلى مباراة فاصلة تحكّم ببوصلتها وتُوّج باللقب واستمر في نضاله على جبهة مسابقة الكأس وفاز بلقبها أيضاً على حساب المجد فضرب عصفورين بحجر واحدة، حيث أثبت علو كعبه من جهة ونسف من جهة أخرى الشائعات التي طاردته والتي تقول إنه وعد فريق المجد بلقب الكأس في حال وصلا معاً للمباراة النهائية مقابل سعي المجد للفوز على الاتحاد في آخر جولات الدوري ليمنح الكرامة فرصة لعب مباراة فاصلة!
يعرف الكرماويون أنني أصارحهم لدرجة أضع فيها نفسي على مرمى نيرانهم الإلكترونية، أتضايق من الشتيمة حيناً ومن الإساءات المباشرة حيناً آخر لكني أتمسّك بطريقة تعاملي مع فريق الكرامة لسبب أقتنع به وهو أن ما وصل إليه فريق الكرامة علينا جميعاً أن نساهم في حمايته، وحتى نكون كذلك يجب أن نصدقه القول ولو كان هذا القول موجعاً..
في مواسم الألق الكرماوي الأخيرة والتي توجها بثلاث ثنائيات متتالية »دوري وكأس« وحضور متميز على الساحة الآسيوية تعرّضنا للكثير من إشارات الاستفهام حتى إن البعض اتهمنا وبشكل علني أننا نعتاش على ما يأتينا من نادي الكرامة، والغريب في الأمر أن هذا الكلام استمر مع ثلاث إدارات للكرامة من البارودي إلى الدندشي مروراً بالحبال الأمر الذي صوّرنا وكأننا نتقن الرقص على الحبال والتأرجح وفق مصالح شخصية تقزّمنا كثيراً..
في نصف نهائي كأس الجمهورية بين الوثبة والكرامة »مباراة الإياب« كنت في زيارة خاصة للدكتور الصديق عماد النقري في حمص، وتمنّى عليَّ أن نحضر المباراة معاً، وبين شوطي المباراة سلّمتُ على المدرب الصديق والأخ محمد قويض فقال لي مازحاً: ابتعد عنّي حتى لا يصوّرك أحد معي ويتهمك! وأردف القويض: إنه زمن متواضع وظالم!
الكرامة أيها السادة بإمكانه أن يمحو الكثير من تفاصيل الصورة السيئة لكرتنا هذه الأيام، بإمكانه أن يجعل الآخرين يتحدثون عن مكانة الكرة السورية بدل الحديث الجاري حالياً عن مساوئها ومساوئ ناسها!
بإمكان الكرامة أن يخفف وجعنا نحن الذين بكينا تفاصيل الأيام الماضية ومرارتها، وبإمكانه أن يعيد لنا التفاؤل ولو من خرم إبرة إذا ما تابع عزمه وفاز بلقب كأس الاتحاد الآسيوي..
أنا كرماوي وأعتزّ بذلك طالما الكرامة يقدّم هذا الكمّ الكبير من اللاعبين الموهوبين للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها..
وأنا كرماوي طالما نادي الكرامة مستمر في سعيه لتكريس احترافه والاقتراب من التطبيق الصحيح لهذا الاحتراف..
وأنا كرماوي طالما يوجد شخص واحد في إدارته أو في جهازه الفني يعرف كيف يدير حواراً هادئاً الهدف منه الوصول إلى قاعدة ننطلق منها جميعاً لتطوير أي خلية لكرة القدم السورية..
وأنا ضدّ الكرامة عندما يتعجرف أو عندما يعتقد أي مفصل فيه أنه بلغ الكمال »وما الكمال إلا لله عزّ وجل« وضد نادي الكرامة عندما يحاول منع أي لاعب منه تمثيل المنتخبات الوطنية وضد نادي الكرامة عندما لا يقبل الحوار الهادئ وضدّ نادي الكرامة عندما ينظر بفوقية للآخرين..
لا أقول إن هذه الصفات موجودة بالكرامة ولكن سأكون ضدّها عندما تحضر..
أتحدث ويقتنع القسم الأكبر من زملائي بما أقول، وإن كان الكلام مخصصاً لنادي الكرامة في السطور السابقة إلا أنه في حقيقة الأمر يخصّ كل أنديتنا فهو للجيش وللاتحاد ولتشرين وجبلة والنواعير والفتوة والمجد و...الخ لكن عندما يسلك أي من هذه الفرق طريق نادي الكرامة ويقترب من إنجاز نادي الكرامة، وبإمكانكم أن تصدقونا إذا قلنا لكم: العاطفة الكروية المريضة ليست موجودة فينا لأننا كلّنا على »موقف باص واحد« واتجاهنا إجباري بالشكل الذي يخدم مصلحة كرتنا..
نقول هذا الكلام في بداية مرحلة سنخصص فيها جزءاً كبيراً من اهتمامنا لنادي الكرامة الذي يخوض تحدّي الفوز بلقب كأس الاتحاد الآسيوي ليكون هذا اللقب هو الثاني لكرتنا بعد اللقب والوصافة للجيش والوحدة قبل خمسة مواسم في المسابقة ذاتها..